جينات الإنسان تفك شفرة السعادة !!

كشف علماء في الطب والأعصاب عن تغير في طريقة التعامل مع مفهوم السعادة، حيث ربطوها بعوامل وراثية وأخرى تتعلق بقدرة الإنسان على التحكم في نفسه.
يأتي هذا التغير بعد أن كان العلماء حتى فترة قصيرة يركزون اهتمامهم على الاكتئاب فقط، وكانت السعادة تعني بالنسبة إليهم خفض مستوى هذا الاكتئاب بواسطة بعض العقاقير.
لكن تطور الأبحاث في مجال علم النفس غير هذه النظرة، فالعقاقير لا تجعل الأشخاص أكثر سعادة، بل تخفض الانفعالات السلبية لديهم فقط.

ويقول الخبراء، إن الإحساس بالسعادة هي عملية كيميائية معقدة تتداخل فيها اعتبارات الوراثة من جهة وقدرة الفرد على التحكم في حالته النفسية من جهة أخرى.

ويوضح الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي - جامعة القاهرة كيفية شعور الإنسان بالسعادة بما يسمى بالإيجابية ويقول إنها "تتلخص في معرفة طريقة استجابة الدماغ لسلسلة من الصور المفرحة والكئيبة، خصوصا في قشرة المخ، أمام جبهة الرأس من الناحية اليسرى.
وتابع، إنه تبين للعلماء أن الفضل في الأدمغة السعيدة يعود في جزء كبير منه ليس فقط إلى الجينات السعيدة، بل أيضا إلى طفولة سعيدة.

ويردف قائلا: هنا يأتي دور الوالدين، فالأهل شديدو الغضب والانتقاد لأطفالهم، وفق الدراسات، يؤثرون سلبيا على مستوى سعادة أولادهم لاحقا، إذ تستقر هذه السعادة عند حدود معينة مع بلوغهم سن السادسة عشرة، فلا يعود بإمكانهم التحكم بمشاعر السرور أو الاكتئاب لديهم.
من جانبه، يؤكد الدكتور يوسف مسلم اختصاصي طب نفسي إكلينيكي في الأردن، أن الدراسات الحديثة بينت أيضا أن نسبة أربعين في المئة من السعادة مرتبطة بالنشاطات الواعية أو الهادفة التي نقوم بها يوميا، من بينها مساعدة الآخرين، لكن هذا الأمر قد لا يكون كافيا بالنسبة للأفراد الذين يميلون للعودة إلى مستوى السعادة المحدد لديهم وراثيا.